Tuesday, February 9, 2010

محمد عبد الغني الباجقني

هـو محمد عبد الغني بن محمد عزا لدين بن إبراهيم الباجقني ، كان إبراهيم قبطاناً لميناء طرابلس البحري ، ولد في مدينة طرابلس الغرب سنة 1893م ، والده محمد عزالدين كان حافظاً للقران الكريم متقناً لفقة العبادات على المذهب المالكي، إماماً لمسجد سيدي عبد الوهاب ( مقابل سوق السمك بطرابلس ) ويلقي دروساً دينية في جامع ( شائب العين ) ويخطب ويؤم المصلين فيه يوم الجمعة، وعمل قاضياً شرعياً في بلدة العجيلات وفي النواحي الأربعة، كان كاتباًِ لأحمد الشريف السنوسي في جهاده ضد الغزاة الإيطاليين، ثم هاجر ومعه أسرته ( زوجته وأبناؤه الستة الذكور ) برفقة أحمد الشريف السنوسي إلي استنبول لإمداد المجاهدين في معاركهم ضد الغزو الإيطالي، حيث عين أحمد الشريف نائباً للسلطان العثماني ( محمد رشاد) لشؤون ليبيا، وذلك عام 1913م، وقد انتظم الأولاد في المدارس التركية التي تركز أيضاً على اللغة العربية فأتقن ابنه محمد عبد الغني اللغتين التركية والعربية.وحيــث قام مصطفى كمال بانقلابه المعروف على الدولة العثمانية طلب من أحمد الشريف بضغط من الحكومة الإيطالية طرد السنوسي وحاشيته من تركيا فغادروها عام 1920 إلى دمشق عاصمة المملكة السورية المستقلة .وبوصــول أسرة محمد عزالدين الباجقني إلي دمشق، نجح محمد عبدالغني في امتحان قبول بمعهد معلمين، وقد نفعته دراسة اللغة العربية وقواعدها حين انتظم في كتّاب بطرابلس وحفظ القرآن الكريم غيباً وبكامله وبقي محافظاً على تلاوته له حتى وفاته.تخــرج الأول من معهد المعلمين، وعين مدرساً في المدارس الابتدائية بدمشق تم مديراً لمدرسة الأيوبية، وانتظم في مدرسة الأدب العليا بجامعة دمشق ونال شهادتها سنة 1933م وقد درّس خلالها مادتي التاريخ والجغرافيا في ( مكتب عنبر) المدرسة الثانوية الوحيدة في دمشق.في عام 1939م عُين مفتشاً عاماً للمعارف في محافظة جبل الدروز ( حالياً محافظة السويداء) وهناك اصطدم مع الحاكم الفعلي الفرنسي إذ كانت سورية تحت الانتداب الفرنسي حتى سنة 1946م، فأعيد إلى دمشق مديراً لمدرسة ابتدائية في حي شعبي ( مدرس الملك الناصر الابتدائية).في سنة 1942 همدت وطأة الانتداب الفرنسي نتيجة للتحرك الجماهيري بفضل نخبة من السياسيين ( حزب الشعب والكتلة الوطنية) وقد أسهم محمد عبدالغني الباجقني في هذا الكفاح مع الكتلة الوطنية من دون أن ينتسب رسمياً لتنظيمها الذي كان برئاسة شكري القوتلي الذي انتخب رئيساً للجمهورية السورية سنة 1943م.فـي عام 1944م، استدعى رئيس الجمهورية محمد الغني الباجقني وقدّم له مرسوماً جمهورياً بتعيينه مفتشاً عاماً لمعارف محافظة الجزيرة ( محافظة الحسكة حالياً ) وكانت تعجّ بعملاء لفرنسا طالباً منه نشر الثقافة المناوئة لفرنسا وتأكيد استقلال وعروبة سورية.بقـي نصف أسرته بدمشق بما فيهم زوجته وفي العام التالي اصطحب زوجته إلي مقر عمله في مدينة ( الحسكة ) وكان في جولة تفتيشية في بلدة القامشلي حين ورده هاتف بوفاتها في فراشها بسكتة قلبية وقد جرى دفنها هناك، وكانت جنازتها حافلة شارك فيها كشافة المدارس وحتى رجال الدين المسيحي بزيّهم الكهنوتي.في عام 1946م تقرر نقله إلى مديرية معارف دمشق حيث كلف بالإشراف العام على مدارس محافظتي حوران وجبل الدروز ( درعا والسويداء ) على أن ينوب عن مدير معارف دمشق في حالة غيابه.تعرضـت سورية بين عامي 1949م – 1954 لسلسلة انقلابات عسكرية تم عادت الحياة المدينة السياسية إلى سورية، وترشح شكري القوتلي لرئاسة الجمهورية ينافسه خالد العظم الأكثر علمانية، وشارك محمد عبدالغني الباجقني في معركة الرئاسة إلى جانب القوتلي واستطاع أن يحشد نواب العشائر في المجلس النيابي، ونجح القوتلي. في عام 1952م أحيل الباجقني إلي التقاعد بناء على طلبه إثر احتكاك بنيه وبين وزير المعارف وبعد أسابيع معدودات اتصل به مجلس إدارة المعهد العربي الإسلامي الأهلي ووافق على تسلمه منصب مدير عام للمعهد بكل أقسامه الابتدائية والإعدادية والثانوية. في عام 1958م قامت وحدة عربية بين سورية ومصر باسم ( الجمهورية العربية المتحدة ) وتنازل الرئيس القوتلي لجمال عبد الناصر رئيساً لدولة الوحدة التي رحب بها أبناء الأمة العربية والأمم المسلمة ولكن بريطانيا مستعينة بالبلاط الهاشمي في الأردن وبعض المرضى والمرتشين تمكنت من اغتيال الجمهورية العربية المتحدة وفصل الإقليم الشمالي ( سورية ) عن دولة الوحدة مستفيدة من الفاصل الجغرافي بقي محمد عبدالغني الباجقني وأسرته والأكثرية العظمى من سكان سورية موالين للوحدة ومستنكرين لجريمة الفصل. وعلــى صعيد الكفاح الليبي ضد الاستعمار الإيطالي، فقد تأسست في دمشق عام 1932م " جمعية الدفاع الطرابلسي البرقاوي " . قامت بنشاط دعائي وثقافي في الأوساط السورية والعربية وذلك بإصدار كتب ومنشورات ورسائل جرى توزيعها على المؤسسات والأشخاص المعروفين بنشاطهم السياسي والثقافي، وكان المرحوم محمد عبدالغني الباجقني أميناً عاماً لهذه الجمعية بحكم دراسته الجامعية العالية. وحين أحيل إلى المعاش من وظيفته كمفتش عام في وزارة التعليم، انكب على الثقافة الإسلامية يستزيد من معينها وباشر بتأليف كتابين هما " المدخل لأصول الفقة المالكي " و الوجيز الميسر في الفقه المالكي".طبــع الكتاب الأول في بيروت طبعتين الأولى سنة 1962م والثانية سنة 1967م وقد وزع في شمالي أفريقيا وغربها حيث يسود الفقه المالكي ودرس في بعض معاهد العالية ثم أعيد طباعته للمرأة الثالثة عام 2006م.وفــي عام 1968م غادر وأسرته نهائياً سورية عائداً لمسقط رأسه مدينة طرابلس الغرب حيث عين مفتشاً في الجامعة الإسلامية، كما قدم إلى طرابلس ولديه عبدالسلام وعبدالستار بعد تخرجهما من جامعة دمشق كمدرسين في المدارس والمعاهد الثانوية. تسلم محمد عبد الغني الباجقني مدرساً وخطيب جمعة في جامع ( شائب العين ) إضافة إلى تدريسه في جامع الحدادية وجامع الجنزوري حتى وافته المنية قبيل ظهر يوم الجمعة 1975.2.7 م وكان قد أدى صلاة الصبح كعادته في جامع الجنزوري ، وكانت وفاته هادئة وتدريجية بدأت بشعوره بدوخه فنُقل إلى مستشفى الضمان الاجتماعي حيث فاضت روحه في غرفة الإسعاف.حــلّ عبدالسلام مكان والده في إلقاء خطبة الجمعة وإمامة المصلين في جامع ( شائب العين ) بتكليف من والده قبل أن يأذن بنقله إلى المستشفى، وبنهاية خطبة الجمعة نعى والده للمصلين فضج الجامع بالبكاء.هــذا وقد بثت إذاعة الجمهورية العربية نبأ وفاته بعد نشرة أخبار الظهيرة كانت الجنازة عصر اليوم التالي. شــارك في الجنازة عدد غفير من معارفه ومحبيه كان منهم مفتي الجمهورية الشيخ/ الطاهر الزاوي ، وألقى( عبدالسلام بن غربية ) قصيدة شعر في رثائه، ثم تقدم زميل المرحوم في الكتاب قبل سبعين عاماً ( الشيخ / محمود المسلاتي ) وأم المصلين بصلاة الجنازة.ونشرت جريدة " الأسبوع الثقافي مقالاً عنه بعنوان " عالم من المهجر " كما قدم الأخ/ سالم عبدالله الشاملي لأبناء المرحوم في أول يوم عزاء قصيدة مناسبة برئائه وفي محلة ( القابون ) بدمشق تنتصب مدرسة تعلوها لوحة كتب عليها " إعدادية عبدالغني الباجقني"
للمرحوم محمد عبد الغني الباجقني تراث ثقافي هو التالي:-

* أربعة عشر كتاباً مدرسياً معظمها في التاريخ.
* محاضرة بثتها الإذاعة السورية عام 1954م في التعريف بليبيا بمناسبة صدور قرار الجمعية العامة للأمــم المتحــدة باستقلالها.
* المدخــل لأصــول الفقـــه المالكــي.
* الموجــز الميسّــر فـي الفقـه المالكي.
* مخطوط كتبه لنفسه ولأسرته يتضمن أجزاء من سيرته الذاتية وأحكاماً شرعية وأدعية نبوية وسلفية وطباً نبوياً ورؤاه للرسول صلى الله عليه وسلم في نومه… وغير ذلك.
* قصيدة شعر عمودي في رثاء زوجته (خيرية ).

 ---------------------------------------------
منقول من مجموعة أخي وصديقي عبد المطلب سالم أبوسالم علي الفيس بوك.
"ليبيون متميزون في العالم DISTINCT LIBYANS IN THE WORLD リビアは、世界で識別"