الفنان على الشعالية
ولد علي السنوسي الشعاليَّه بمدينة بنغازي عام 1919م. وكان لديه حب فطري للفن والموسيقى منذ الصغر. وعندما سافر مع أسرته إلى مدينة الإسكندرية بمصر عام
1928م وبقي بها لمدة ثلاث سنوات، انبهر كثيراً بما رآه هناك من
فنون وإبداعات فنية مزدهرة، ربما كانت في بعض جوانبها، ذات أثر
وتأثير على نفسيته المولعة بعشق الفن بعامَّة، والموسيقى
بخاصَّة.أحبَّ الشعاليه آلة القانون وبدأ يتعلُّم العزف
عليها بنفسه فترة من الزمن، أسعفته بعدها توجيهات وإرشادات رفيق
دربه، الفنان والموسيقي الأستاذ مصطفى المستيري، الذي كان
يزوَّده ببعض المبادىء الأولية الهامة، المتعلِّقة بأصول العزف
على هذه الآلة الفريدة. وظل الشعاليه بعدها مواظباً على استيعاب
ما يُقدم إليه من توجيهات فنية، تسندها موهبته الفطرية وحبه لهذه
الآلة، واصراره على تعلمّ العزف عليها، لا بل والسعي الدؤوب من
أجل تحقيق هذه الغاية، التي تمكَّن من تحقيقها بالفعل، وبابداع
فني متقدِّم شهد له القاصي والداني. ذاع صِيت الفنان علي
الشعاليه وعرفه الجمهور، ليس من خلال العزف على آلة القانون
فحسب، بل ومن خلال اسهاماته الفنية الأخرى كمطرب وملحن، وكممثل
مسرحي أيضاً. فقد أحب الشعاليه المسرح وساهم بدور ملحوظ مع رواد
هذا الفن، في ارساء جذوره بمدينة بنغازي، حيث شارك الشعاليه في
العمل المسرحي من خلال التمثيل، ومن خلال اسهاماته الواضحة في
الأعمال المسرحية الموسيقية، أي تلك التي تعتمد في عرضها على
فواصل موسيقية تتخلل سياقات احداثها، وذلك في محاولة جيدة منه،
لإشراك أو دمج الموسيقى داخل العمل المسرحي. وقد شارك في الكثير
من المسرحيات المعروفة خلال منتصف الثلاثينيات، كما شارك مع
الرائد المسرحي الفنان رجب البكُّوش في مسرحية (حسن البخيل) عام
1940م.سافر علي الشعاليه إلى مدينة طرابلس وبقي بها ما
بين أعوام 1936م. و 1939م. وهي الفترة التي ساهم خلالها باعماله
الفنية المتنوعة، كعازف ومطرب وملحن، وبخاصَّة بعد افتتاح أول
محطةِ اذاعة بطرابلس (تابعة للسلطات الإيطالية)، حيث قدَّم
العديد من الأعمال الفنية الرائعة، التي كانت من أشهرها أغنية
(نُور عيوني)، التي سُجِّلَت لأول مرة بمحطة اذاعة طرابلس.
سافر الشعاليه إلى القاهرة عام 1946م. وذلك لمزيد من
التحصيل الفني، وتنمية ثقافته الفنية. واتصل هناك باستوديوهات
محطة الإذاعة البريطانية بالقاهرة، وسجَّل بها أغنية (نور
عيوني)، كما سجَّل بعض الأعمال الفنية الأخرى لإذاعة (الشرق
الأدنى)، ما زاد في شهرته الفنية داخل وخارج ليبيا.وفي فترة الخمسينيات من القرن الماضي، تعاون فنياً مع بعض الفنانين التونسيين، حيث قدَّم لهم بعض الألحان
الموسيقية الرائعة، التي لاقت الإستحسان والقبول داخل ليبيا
وتونس. فقد كان الشعاليه، بشهادة كبار فناني ليبيا، فناناً
مجدداً على الدوام، ومواكباً للتطور الفني داخل ربوع ليبيا
والوطن العربي بعامَّة.عمل رئيساً لقسم الموسيقى باذاعة
بنغازي، بعد افتتاح الإذاعة عام 1957م.
1928م وبقي بها لمدة ثلاث سنوات، انبهر كثيراً بما رآه هناك من
فنون وإبداعات فنية مزدهرة، ربما كانت في بعض جوانبها، ذات أثر
وتأثير على نفسيته المولعة بعشق الفن بعامَّة، والموسيقى
بخاصَّة.أحبَّ الشعاليه آلة القانون وبدأ يتعلُّم العزف
عليها بنفسه فترة من الزمن، أسعفته بعدها توجيهات وإرشادات رفيق
دربه، الفنان والموسيقي الأستاذ مصطفى المستيري، الذي كان
يزوَّده ببعض المبادىء الأولية الهامة، المتعلِّقة بأصول العزف
على هذه الآلة الفريدة. وظل الشعاليه بعدها مواظباً على استيعاب
ما يُقدم إليه من توجيهات فنية، تسندها موهبته الفطرية وحبه لهذه
الآلة، واصراره على تعلمّ العزف عليها، لا بل والسعي الدؤوب من
أجل تحقيق هذه الغاية، التي تمكَّن من تحقيقها بالفعل، وبابداع
فني متقدِّم شهد له القاصي والداني. ذاع صِيت الفنان علي
الشعاليه وعرفه الجمهور، ليس من خلال العزف على آلة القانون
فحسب، بل ومن خلال اسهاماته الفنية الأخرى كمطرب وملحن، وكممثل
مسرحي أيضاً. فقد أحب الشعاليه المسرح وساهم بدور ملحوظ مع رواد
هذا الفن، في ارساء جذوره بمدينة بنغازي، حيث شارك الشعاليه في
العمل المسرحي من خلال التمثيل، ومن خلال اسهاماته الواضحة في
الأعمال المسرحية الموسيقية، أي تلك التي تعتمد في عرضها على
فواصل موسيقية تتخلل سياقات احداثها، وذلك في محاولة جيدة منه،
لإشراك أو دمج الموسيقى داخل العمل المسرحي. وقد شارك في الكثير
من المسرحيات المعروفة خلال منتصف الثلاثينيات، كما شارك مع
الرائد المسرحي الفنان رجب البكُّوش في مسرحية (حسن البخيل) عام
1940م.سافر علي الشعاليه إلى مدينة طرابلس وبقي بها ما
بين أعوام 1936م. و 1939م. وهي الفترة التي ساهم خلالها باعماله
الفنية المتنوعة، كعازف ومطرب وملحن، وبخاصَّة بعد افتتاح أول
محطةِ اذاعة بطرابلس (تابعة للسلطات الإيطالية)، حيث قدَّم
العديد من الأعمال الفنية الرائعة، التي كانت من أشهرها أغنية
(نُور عيوني)، التي سُجِّلَت لأول مرة بمحطة اذاعة طرابلس.
سافر الشعاليه إلى القاهرة عام 1946م. وذلك لمزيد من
التحصيل الفني، وتنمية ثقافته الفنية. واتصل هناك باستوديوهات
محطة الإذاعة البريطانية بالقاهرة، وسجَّل بها أغنية (نور
عيوني)، كما سجَّل بعض الأعمال الفنية الأخرى لإذاعة (الشرق
الأدنى)، ما زاد في شهرته الفنية داخل وخارج ليبيا.وفي فترة الخمسينيات من القرن الماضي، تعاون فنياً مع بعض الفنانين التونسيين، حيث قدَّم لهم بعض الألحان
الموسيقية الرائعة، التي لاقت الإستحسان والقبول داخل ليبيا
وتونس. فقد كان الشعاليه، بشهادة كبار فناني ليبيا، فناناً
مجدداً على الدوام، ومواكباً للتطور الفني داخل ربوع ليبيا
والوطن العربي بعامَّة.عمل رئيساً لقسم الموسيقى باذاعة
بنغازي، بعد افتتاح الإذاعة عام 1957م.
إضافة إلى عمله الفني كملحن ومطرب وعازف بفرقة الإذاعة الليبية.
كان حسّ علي الشعاليه الفني، قد مكَّنه من تطوير قوالب الأغنية الشعبية
الليبية، منذ احترافه الفن كملحن ومؤدٍ للأغنية. وعلى الرغم من
روعة ادائه للألحان الفلكلورية الليبية، إلاَّ أنه تمكَّن من
تطويع صوته ذي درجاتِ العمقِ العريضة، من تطوير الأغنية. فقدَّم
أغنية "ليلى الليبية" وأغنية "يشهد علىَّ الليل، و النوم
والجيران"، بانسيابية لحنية لم تكن معهودة من قبل، مما حفزت
ملحنين آخرين ليستلهموا منها لونها وأسلوبها في آداء أغنيات
كثيرة، كانت بدايةً لقفزةٍ فنية على امتداد الساحة الفنية
الليبية، وهي أغان مسجَّلة بإذاعة لندن. وما إن تعودت الأذن
الشعبية على هذا النوع من التطوّر حتى قدَّم الشعاليَّه لحنه
المميَّز لأغنية "وِلْفِي تبدَّل عني"، التي تغنَّى بها المطرب
"نُوشى خليل". وحينما قدَّم الشعاليه الأصوات النسائية للإذاعة،
طوَّع أصواتهن لنوع من التعبيرية الفنية، لم تكن مألوفة لهن في
ألوان الحفلات الغنائية الخاصة للفنانات الليبيات. في
خمسينيات القرن الماضي ومع احتضانه للأصوات الشابة الوافدة على
الساحة الليبية، حينما كان رئيسا للقسم الفني بالإذاعة، ساهم في
إثراء الألوان اللحنية الجديدة فبدأها بـ "توبة على الهوى"،
وألحقها بتحفته الرائعة "آه منَّك يا جميل". قدَّم هذا
الفنان الفذ تحفاً فنيَّة خالدة، مستغلاً مساحة صوته العريض،
وثقافته الفنية والأدبية، فأعطى أعمالا عظيمة، عاطفية ووطنية،
أثْرت المكتبة الفنية، وأفسحت المجال لأجيال جديدة، استطاعت أن
تستلهم منها ألحاناً هذَّبت الذوق الفني لدى الأذن الشعبية،
وأتاحت المجال للفِرق الليبية أن تستوعب في إيقاعاتها التراثية
ألوانا جديدة، تعكس روح العصر وتطوره. ولعل الأفق الليبي
بأبعاده الواسعة لا زال يحتضن صدى صوت هذا الفنان الأصيل وهو
يشدو بقوةِ وروعةِ أدائه "نحن يا ليبيا الفدا"، وحتما ستظل أجيال
كثيرة تردّد معه "نْساهي العقل، يْخونّي ويجيبه"، وستبقى
المقدِّمة الموسيقية التى وضعها لطقطوقة السيَّد بومدين "يا
ريتني ما ريت سُود أنظاره"، من أجمل ما قدَّمه الفلكلور
الليبي.انتقل علي الشعاليه إلى الرفيق الأعلى يوم الجمعة
للتاسع من شهر فبراير من عام 1973م.
* عن [ المقامالليبي - دراسة في الأغنية الشعبية الليبية]-اعداد :
الليبية، منذ احترافه الفن كملحن ومؤدٍ للأغنية. وعلى الرغم من
روعة ادائه للألحان الفلكلورية الليبية، إلاَّ أنه تمكَّن من
تطويع صوته ذي درجاتِ العمقِ العريضة، من تطوير الأغنية. فقدَّم
أغنية "ليلى الليبية" وأغنية "يشهد علىَّ الليل، و النوم
والجيران"، بانسيابية لحنية لم تكن معهودة من قبل، مما حفزت
ملحنين آخرين ليستلهموا منها لونها وأسلوبها في آداء أغنيات
كثيرة، كانت بدايةً لقفزةٍ فنية على امتداد الساحة الفنية
الليبية، وهي أغان مسجَّلة بإذاعة لندن. وما إن تعودت الأذن
الشعبية على هذا النوع من التطوّر حتى قدَّم الشعاليَّه لحنه
المميَّز لأغنية "وِلْفِي تبدَّل عني"، التي تغنَّى بها المطرب
"نُوشى خليل". وحينما قدَّم الشعاليه الأصوات النسائية للإذاعة،
طوَّع أصواتهن لنوع من التعبيرية الفنية، لم تكن مألوفة لهن في
ألوان الحفلات الغنائية الخاصة للفنانات الليبيات. في
خمسينيات القرن الماضي ومع احتضانه للأصوات الشابة الوافدة على
الساحة الليبية، حينما كان رئيسا للقسم الفني بالإذاعة، ساهم في
إثراء الألوان اللحنية الجديدة فبدأها بـ "توبة على الهوى"،
وألحقها بتحفته الرائعة "آه منَّك يا جميل". قدَّم هذا
الفنان الفذ تحفاً فنيَّة خالدة، مستغلاً مساحة صوته العريض،
وثقافته الفنية والأدبية، فأعطى أعمالا عظيمة، عاطفية ووطنية،
أثْرت المكتبة الفنية، وأفسحت المجال لأجيال جديدة، استطاعت أن
تستلهم منها ألحاناً هذَّبت الذوق الفني لدى الأذن الشعبية،
وأتاحت المجال للفِرق الليبية أن تستوعب في إيقاعاتها التراثية
ألوانا جديدة، تعكس روح العصر وتطوره. ولعل الأفق الليبي
بأبعاده الواسعة لا زال يحتضن صدى صوت هذا الفنان الأصيل وهو
يشدو بقوةِ وروعةِ أدائه "نحن يا ليبيا الفدا"، وحتما ستظل أجيال
كثيرة تردّد معه "نْساهي العقل، يْخونّي ويجيبه"، وستبقى
المقدِّمة الموسيقية التى وضعها لطقطوقة السيَّد بومدين "يا
ريتني ما ريت سُود أنظاره"، من أجمل ما قدَّمه الفلكلور
الليبي.انتقل علي الشعاليه إلى الرفيق الأعلى يوم الجمعة
للتاسع من شهر فبراير من عام 1973م.
* عن [ المقامالليبي - دراسة في الأغنية الشعبية الليبية]-اعداد :
السنوسي محمد