كان مولد الشيخ على أمين سيالة رحمه الله تعالى بمدينة طرابلس عام اثنتين ومائتين وألف هجرية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام وأزكى التحية. تلقى علمه على عدد من علماء البلاد ولم تكن له رحلة خارجها ومن بين أولئك العلماء الأفاضل: الشيخ بشير الهونى وهو من تلاميذ الشيخ الفاضل مفتى طرابلس زمن حكم الأتراك محمد كامل ابن مصطفى والشيخ مختار الشكشوكى وسيدي الشيخ الأمين العالم المشهور بالولاية والصلاح والشيخ نصر الدين القمى وغيرهم كثير رحم الله الجميع.
وقد كان للشيخ رحمه الله مجموعة كبرى من النصائح والقصائد المنظومة والمنثورة، نذكر منها علـى سبيل المثال لا الحصر قصيدة "أيها النائم "ونثر بعنوان" صفة الدنيا" وهذا لتمام الفائدة والعلم.
كان رحمه الله تعالى على أكمل الأخلاق، عفيف النفس، عظيم القدر لا يعرف الطمع مهما كانت الظروف. وكان يتصف بالصدق في الحديث والثقة بالنفس والتحري للأمور، والجد والاجتهاد والعمل الدائب المتواصل في إرشاد الناس وتوجيههم بمختلف الوسائل والأساليب والطرق الهادئة الهادفة وكان يغلب عليه اللين والرفق في معالجة المشاكل بالهدوء وبالتي هي أحسن. وكان يلازم الاجتماع مع المريدين بالزاوية في أوقاتها المعينة وكثيرا مـا يعقد بعض الجلسات الأخرى خارجها مـع مختلف الطبقات من الناس في دور الضيافة وغرف السهرات، وتغشى مجالسه جموع الناس من طلبة وعلماء وموظفين وعمال وصناع وغيرهم حتى انتفع به خلق كثير رضي الله عنه وأرضاه وجازاه عن الوطن خير الجزاء.
كانت وفاته بمدينة طرابلس سنة ست وخمسين وتسعمائة وألف ميلادية (1956م)، وقد كان موكب جنازته عظيماً، إذ تمت الصلاة عليه بميدان الشهداء بطرابلس حيث الجماهير الكبيرة الذين لا يسعهم مكان الصلاة العادي بقرب المقبرة المعروف ودفن بمقبرة سيدي منيدر رحمه الله تعالى رحمة واسعة وجازاه عن الإسلام والمسلمين خيرا.
No comments:
Post a Comment